الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هذه الآية تعالج مشاعر القرابة ووشائجها المتأصلة؛ والتي تتمكن من القلوب فتجرها جرا إلى المودة، وتنسيها تكاليف التميز بالعقيدة.
فالمؤمن يعمل ويرجو الآخرة. ومن هنا وجب أن يتعلق قلبه بما يكون في الآخرة من تقطيع وشائج القربى كلها إذا تقطعت وشيجة العقيدة، وهذا من شأنه أن يهون عنده شأن هذه الوشائج في فترة الحياة الدنيا القصيرة؛ ويوجهه إلى طلب الوشيجة الدائمة التي لا تنقطع في دنيا ولا في آخرة. ومن ثم يقول لهم: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم} التي تهفون إليها وتتعلق قلوبكم بها؛ وتضطركم إلى محبة أعداء الله وأعدائكم وقاية لها. ذلك أنه {يوم القيامة يفصل بينكم}. لأن العروة التي تربطكم مقطوعة. وهي العروة التي لا رباط بغيرها عند الله. {والله بما تعملون بصير}. مطلع على العمل الظاهر والنية وراءه في الضمير.
المزيد |